توصلت دراسة حديثة إلى أن الحقن كل شهر أو شهرين ذات فعالية تعادل أقراص الدواء اليومية لعلاج فيروس الإيدز، وهو مايعتبر "ثورة" في مكافحة هذه المرض.
وأوضح العلماء في الدراسة التي نشرتها مجلة (لانسيت) الطبية، أن "الثورة القادمة" في علاج فيروس الإيدز قد تشهد طفرة من خلال حقن المريض ست جرعات علاجية في السنة بدلا من تناول الأدوية اليومية التقليدية.
وكان العلماء اختبروا استخدام الحقن التي تدفع ببطء وبصفة مستمرة أدوية علاج فيروس الإيدز في الدم.
وأظهرت نتائج التجربة التي شملت 309 من المرضى أن جرعات الحقن مرة كل شهر أو شهرين تظهر فعالية بنفس قدر العلاج اليومي بالأقراص، وهي الطريقة التي يتناول بها المرضى علاجات مضادات الفيروسات.
ويسهم تناول مضادات الفيروسات بصفة يومية في تراجع انتشار الفيروس، ومنع فيروس الإيدز من تدمير الجهاز المناعي ووقف تحوره والتسبب في الإصابة بمرض الإيدز.
وأسفر نجاح العلاج عن تراجع معدلات الوفاة الناتجة عن مرض الإيدز بواقع النصف منذ عام 2005 لتصل إلى نحو مليون حالة في العام.
لكن الدواء يشكل عبأ على المريض، إذ قد يضطر مريض يبلغ من العمر عشرين عاما إلى تناول أكثر من 20 ألف قرص علاجي لمكافحة فيروس الإيدز طوال حياته، وقد يعاني البعض الآخر من عودة فيروس الإيدز من جديد ومقاومة تأثير العلاج.
وعندما يصاب المريض بفيروس الإيدز يتعين عليه في البداية تناول علاج عن طريق الفم للسيطرة على الفيروس، ثم يقضى المريض 96 أسبوعا يتناول خلالهم أقراصا علاجية تقليدية بصفة يومية أو حقن شهرية أو حقن كل شهرين.
وأشاررت الدراسة إلى أن نسبة السيطرة على الفيروس بلغت: 84 % في حالة تناول جرعات يومية، و87 % في حالة الحقن كل أربعة أسابيع، و 94 % في حالة الحقن كل ثمانية أسابيع.
ويعيش 36.7 مليون شخص مصاب بفيروس الإيدز في شتى أرجاء العالم، منهم 53 % فقط يستفيدون من الدواء المتاح حالياً.
يذكر أن مرض الإيدز هو مرض مزمن ناجم عن فيروس يسبب فشلا في الجهاز المناعيّ، ويسلب الفيروس قدرة الجسم على محاربة ومقاومة الفيروسات، الجراثيم والفطريات من خلال إصابته للجهاز المناعي، فيجعل الجسم عرضة للإصابة بأمراض مختلفة.
سيريانيوز